هل للقرآن الكريم تأثيرٌ على تقوية مناعة الإنسان

كل قلعة لابد أن يكون لها جيش يحميها من المخاطر

Jun 17, 2021 - 16:50
Jun 29, 2021 - 22:33
 0  3.5k
هل للقرآن الكريم تأثيرٌ على تقوية مناعة الإنسان

م. إيمان محمد صديق حجي رشيد/ زاخو

 

كل قلعة لابد أن يكون لها جيش يحميها من المخاطر. كذلك قلعة الإنسان، التي هي جسمه؛ يحتاج إلى جيش يحميه من أجل البقاء قويًا حتى آخر رَمَقٍ في هذه الدنيا، فجهاز المناعة بمثابة ذلك الجيش الذي يحمي القلعة بكل معنى الكلمة.

إذا تأملنا هذا الجهاز سنرى الإبداع الرباني ساطعًا فيه، وليس هذا فقط، بل إن القرآن وسيلة لتقوية هذا الجهاز. لنتعرف على ذلك معًا:

 

إبداع خلق الله في جهاز المناعة للإنسان

 

يتكون الجهاز المناعي من أنواع مختلفة من الخلايا والبروتينات، وكل عنصر يقوم بمهمة معينة تهدف إلى التمييز ثم التفاعل ضد مادة أجنبية(1).

جهاز المناعة لدى الإنسان ليس إلا قطرة من بحر زاخر من الإعجاز الرباني والإبداع الإلهي في خلق الإنسان، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ (التين: ٤). من المعلوم أن جهاز المناعة في جسم الإنسان هو المسؤول عن حمايته من الجراثيم والميكروبات، فهو أشبه بجيش يمتلك أعظم الأسلحة الحديثة لمواجهة الأعداء؛ ولا يترك ثغرة يتسلل منها عدو لمهاجمة الجسم(2).

 

الأعضاء الكبرى للجهاز المناعي(3):

١. الغدة الصعترية (Thymus): توجد في القسم العلوي من الصدر، وهي عبارة عن مدرسة، فالخلايا اللمفاوية غير الناضجة تترك نقي العظام (bone marrow) وتذهب لها حيث تعلمها لتصبح خلايا ليمفوية ناضجة.

٢. الكبد: عضو كبير مسؤول عن تركيب بروتينات جهاز المناعة، بالإضافة الى أنه يحتوى على عدد كبير من الخلايا البالعة (phagocytes) التي تأكل وتهضم الجراثيم الموجودة في الدم أثناء مرورها عبر الكبد.

٣. نقي العظام: هو المكان الذي تبدأ فيه خلايا الجهاز المناعي بالتطور من خلايا جذعية (Stem cells) بدائية.

٤. اللوز اللمفاوية: هي الخلايا اللمفاوية في البلعوم.

٥. العقد اللمفاوية (Lymph Nodes): هي مجموعات من الخلايا اللمفاوية البائية (B-lymphocytes)، والخلايا اللمفاوية التائية (T-lymphocytes) حيث تحتشد الخلايا داخل العقد اللمفاوية للتواصل مع بعضها البعض.

٦. الطحال: يتكون من مجموعة من الخلايا اللمفاوية التائية والخلايا اللمفاوية البائية والكريات البيضاء ووحيدات النواة (Mononucleocytes)، يعمل على فلترة الدم، ويوفر مكانًا تتفاعل فيه المتعضيات (الكائنات الحية) مع الجهاز المناعي.

٧. الدم: هو الجهاز الجوال والذي يحمل خلايا وبروتينات الجهاز المناعي من مكان لآخر داخل الجسم.

خلايا الجهاز المناعي(4):

الأعضاء الكبيرة للجهاز المناعي لدى الإنسان تتكون من خلايا صغيرة كما يلي:

١. نقي العظام: هو المكان الذي يتم فيه تكوين معظم خلايا الجهاز المناعي على شكل خلايا جذعية غير ناضجة.

٢ الخلايا الجذعية: هذه الخلايا لديها القدرة على التمايز والنضج إلى خلايا الجهاز المناعي المختلفة. 

٣ الغدة الصعترية (التيموس): توجد في الصدر، وتنضج بداخلها الخلايا اللمفاوية التائية غير الناضجة. 

٤. الخلايا البائية: هذه اللمفاويات تنشأ في نقي العظام وتتطور إلى خلايا بلازمية (Plasma cells) والتي بدورها تنتج الغلوبيولينات المناعية ”الأضداد“ (Immunoglobulins). 

٥. الخلايا التائية السامة للخلايا (Cytotoxic T-cells): هذه اللمفاويات تنضج داخل الغدة الصعترية، وهي مسؤولة عن قتل الخلايا المصابة - العدوى -.

٦. الخلايا التائية المساعدة (T-helpers): هذه الخلايا اللمفاوية متخصصة في مساعدة الخلايا التائية الأخرى والخلايا البائية لتقوم بوظائفها.

٧. الخلايا البلازمية: وهي الخلايا التي تنتج الغلوبيولين المناعي للمصل وللمفرزات، وتتطور من الخلايا البائية.

٨. الغلوبيولينات المناعية: هي جزيئات بروتينية عالية الاختصاص، وتعرف أيضًا بالأضداد (Antibodies)، وتتفاعل مع المستضدات (Antigens) الأجنبية مثل: فيروس شلل الأطفال، كالقفل والمفتاح، وتنوعها شديد لدرجة أنه يمكن إنتاجها لتتناسب مع كل المتعضيات الممرضة، مثل الجراثيم والفطريات والفيروسات الموجودة في بيئتنا.

٩. الخلايا المعتدلة (Neutrophils): وهي نوع من الخلايا توجد في مجرى الدم، وتهضم المتعضيات الخمجية (Infectious organisms) بسرعة وتقتلها، وهي خلية متعددة أشكال النوى (Polymorpho-nuclear).

١٠. الكريات البيض وحيدات النواة: نوع من الخلايا البالعة توجد في مجرى الدم، وعندما تهاجر الأنسجة تتحول إلى خلية بلعمية (Phagocytic cell) كبيرة. 

١١. خلايا الدم الحمراء: هذه الخلايا موجودة في مجرى الدم، وهي تحمل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة. 

١٢. الصفيحات (platelets): خلايا صغيرة توجد في مجرى الدم، وهي مهمة لتخثر الدم. 

١٣. الخلايا الغصنية: خلايا مهمة تقوم بتقديم المستضد لخلايا الجهاز المناعي.

 

هل للقرآن الكريم دورٌ في الحفاظ على صحة الإنسان وتقوية جهازه المناعي؟

قدم د. احمد القاضي، رئيس معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث في أميركا وأستاذ القلب المصري، دراسة في مؤتمر طبي عقد في القاهرة عن كيفية تنشيط جهاز المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة، وأثبت من خلاله أن سماع الإنسان للقرآن الكريم يعمل على تنشيط الجهاز المناعي، وكانت نتائج الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة عند استماعهم إلى القرآن الكريم مبهرة، فقد تم تسجيل أثر مهدئ لتلاوة القرآن على ٩٧٪ من مجموع الحالات، ورغم وجود نسبة كبيرة منهم لا يعرفون اللغة العربية، فقد تم رصد تغيرات فسيولوجية لاإرادية عديدة حدثت في الأجهزة العصبية لهم، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر. كما تمت تجربة دقيقة بعمل رسم تخطيطي للدماغ أثناء الاستماع إلى القرآن الكريم، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث وأدق الأجهزة العلمية؛ فوجد أنه مع الاستماع إلى كتاب الله تنتقل الموجات الدماغية من النسق السريع الخاص باليقظة إلى النسق وفي حالة الهدوء العميق داخل النفس، وأيضاً شعر غير المتحدثين بالعربية بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء الاستماع لآيات كتاب الله، رغم عدم فهمهم لمعانيه، ومن المعلوم طبيًا بصورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤديان إلى نقص في مناعة الجسم ضد كل الأمراض، وأنه كلما كانت الحالة النفسية والعصبية للإنسان غير مستقرة، كلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر، وهكذا تتضح الحقيقة جلية، فالقرآن شفاء بدني كما أنه شفاء روحي ونفسي؛ لأنه يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسي والعصبي للمؤمن باستمرار قراءته والاستماع إليه وتدبر معانيه، وبالتالي يزيد من مناعة الجسم ويؤمن دفاعاته الداخلية، فيصبح في أمان مستمر من اختراقات المرض له بإذن الله، ويقاوم بتلك القوى النورانية المتدفقة الميكروبات والجراثيم التي تهاجم الجسم في كل لحظة. وهذا من أسرار القرآن العظيم، وقد أزاح الرسول () النقاب عن بعضها حين قال: "خير الدواء القرآن"(5)، وقال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"(6) - رواه مسلم. إن القرآن يزيل أسباب التوتر، ويضفي على النفس السكينة والطمأنينة، ولا ينحصر تأثيره في النفوس فقط، يقول الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ (الإسراء: ٨٢)، فالقرآن شفاء بشكل عام كما ذكرت الآية، ولكنه شفاء ودواء للمؤمنين المتدبرين لمعاني آيات الله(7)

كما أن هذه الدراسة أجريت ٢١٠ مرات على متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم بين ١٧- ٤٠ سنة وكانوا من غير المسلمين، وتم ذلك خلال ٤٢ جلسة علاجية.. فالقرآن  يرفع كفاءة الجهاز المناعي ويزيد من تكوين الأجسام المضادة في الدم. وهذا ثابت ليس فقط بالدراسات العلمية، بل بالإشارة إليه في أكثر من نص، فالله تعالى يقول عن القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس: ٥٧)، ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ (فصلت: ٤٤)، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: ٢٨)، وفي الحديث(8): "عليكم بالشفائين القرآن والعسل"(9).

ليس فقط سماع القرآن الكريم، إنما قراءته وذكر الله؛ لهما تأثيرهما، كما أكد باحث هولندي غير مسلم، في جامعة أمستردام، أن تكرار لفظ الجلالة وقراءة القرآن يعالجان الاكتئاب، وتوصل إلى أن تكرار لفظ الجلالة يفرغ شحنات التوتر والقلق بصورة عملية، ويعيد حالة الهدوء النفسي والانتظام التنفسي. وأكد الباحث أنه أجرى الدراسة على مدار 3 سنوات على عدد كبير من المرضى، منهم غير مسلمين ولا ينطقون العربية، وكانت النتائج مذهلة، خاصة للمرضى الذين يعانون حالات شديدة من الاكتئاب والقلق والتوتر(10)

 

مصادر:

1- أمراض المناعة، الجهاز المناعي وأمراض المناعة بشكل مبسط، د. مهدي العادلي، استشاري أمراض المناعة والحساسية، برنامج التوعية بأمراض المناعة والحساسية، مؤسسة حمد الطبية، الدوحة- قطر، الصفحة: 12.

2- الإعجاز الربانى في جسم الإنسان، الجزء الثانى، علي فؤاد علي مخيمر، الطبعة الأول، 2019، دار النفائس-لبنان، الصفحة: 161.

3- أمراض المناعة، الجهاز المناعي وأمراض المناعة بشكل مبسط، الصفحة: 15.

4- أمراض المناعة، الجهاز المناعي وأمراض المناعة بشكل مبسط، الصفحة:16-17.

5- سنن ابن ماجه، كتاب الطب، باب الإستشفاء بالقرآن، الرقم: 3533.

6- صحيح مسلم، الصفحة:2700. ينظر إلى سنن أبي داوود، الصفحة: 1455.

7- مقالة: القرآن الكريم يقوي المناعة ويشفي الصدور، www.alittihad.ae

8- أخرجه ابن ماجه، 3452.

9- مقالة: بالأدلة العلمية القرآن شفاء، ا لجمعة، 09 أغسطس 2019 www.amrkhaled.net

وينظر إلى هذا الفديو بعنوان: (لن تصدق ما فعله الأمريكان عندما سمعوا القرأن لاول مرة | شاب انهار بالبكاء وآخر قرأ الفاتحة بطلاقة)، يبين تأثير غير المسلمين بسماع القرآن الكريم.

10- مقالة: القرآن الكريم يقوي المناعة ويشفي الصدور، www.alittihad.ae